مُقاومة الاحتلال لا تقتصر على السلاح فقط..
مسلسل يستند إلى قصصٍ حقيقية، يبرز فيه "صراع الأدمغة" بين المقاومة وأجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، وتظهر فيه جوانب أُخرى مِن حياة مليونَي فلسطيني يعانون الظروفَ المأساوية منذ 16 عامًا، نتيجة احتلالٍ وحصارٍ وأربعة حروبٍ عنيفة. صُنّف إنتاج حركة حماس "عملًا فنيًا استخباراتيًا ومعلوماتيًا"، يهدف إلى تقديم رواية فلسطينية مضادّة للرواية الإسرائيلية، مُظهرًا بَسالة المُقاومة وتطوُر أدائها على اختلاف فصائلها.
رئيسُ دائرة الإنتاج الفني في حركة حماس الدكتور محمد ثريا وصفه بأنه "صراع العقول"، مؤكِّدًا أنه تجسيدٌ للواقع وللشخصيّة الفلسطينيّة، في مُقابل الدّعم الهائل الذي تتلقّاه "إسرائيل" مِن قوًى وجهاتٍ عالميّة لتشويه الصورة، قائلًا للجزيرة نت.. "نجتهد بإمكاناتنا المتواضعة لمجابهة الكذب والتضليل الإسرائيلي، إدراكًا منا لحجم تأثير الدراما على وعي الجمهور".
ثلاثون حلقة، مدّة الواحدة منها 40 دقيقة.. واجهَ فريق عمل المسلسل مخاطر حقيقيّة أثناء تصويره، إلّا أنّ ذلك لم يمنع مِن إيصال الرسالة وتحقيق جملة الأهداف المرجوّة، ليُعرض اليَوم على قنواتٍ محليّة وعربيّة داعمة للمُقاومة.
قصّةُ المسلسل تدور حول عمليّة "قبضة الأحرار"، خلف خطوط العدوّ في أراضي الـ 48، وتسلّط الضوء على قضايا، أهمّها.. دخول وحدة "سييرت متكال" الصهيونيّة إلى قطاع غزة عام 2018، وكيفيّة تعامل المقاومة معها كوحدة استطلاع تابعة لهيئة الأركان العامّة. يتطرّق المسلسل إلى معركة "سيف القدس" التي وقعت في العام الماضي، ويركّز على الاغتيال المعنوي الذي يقوم به الاحتلال ضدّ المقاومة وشخصيّاتها عبر المُبالغة في عَرض قصَصه وتصوير مغامراته الصبيانيّة، كما ويشدّد على أهميّة دور قيادة المقاومة في الخارج على الصعيدَين العسكري والاقتصادي، ويبيّن الفساد المُستشري في المجتمع الصهيوني. الجديرُ بالذِكر أنّ القائمين على العمل لم يغفلوا عن المرأة الفلسطينيّة بأدوارها الأساسيّة والمختلفة، في عمليّة النضال الوطني والأحداث الدائرة.
لا شكّ أنّ الدراما تجسّد انتصار المقاومة في معركة الوعي، وتمنح القضيّة الفلسطينيّة أبعادًا أكثر تأثيرًا، بل وتنقلُها إلى كلّ بيتٍ وأسرة، وتصل بالرواية الوطنيّة إلى كلّ جيل، مهما حاول العدوّ تشويهها أو تغييبها. لذا، فإنّ الاستثمار في الدراما الفلسطينيّة يتجاوز الحاجة لتأليف الكتب وتكديس الموسوعات الورقيّة، ويتخطّى تخصيص حلقاتٍ حواريّة وساعاتٍ إذاعيّة لسَرد الأحداث. هو بحاجة لأن يصبح أولويّةً وطنيّة، وسلاحًا مقاوِمًا فاعلًا وفتّاكًا في مواجهة ماكينة التّضليل الصهيونيّة، ما يتطلّب تخصيص الموارد الماليّة والبشريّة لتجسيد تضحيات الشعب الفلسطيني وتقديم صورة تعكس بطولات مقاومته لأكثر من سبعة عقود.
وفي ظلّ السَعي المستمرّ لتأمين البرامج النوعيّة لصالح مؤسّسات الإتّحاد، استطاع مركز الإتّحاد للتّبادل البرامجي UPD منَ الحصول على مسلسل "قبضة الأحرار" مِن قناة "الأقصى" الفلسطينية، على أن يتمّ التّرويج له وتوزيعه قريبًا، إلى جانب وضعه في تصرُف القنوات الراغِبة بالعَرض. العمل درامي نوعي، سيُشَكّل فرصةً مميّزةً وحضورًا مُلفِتًا مِن حيث تنويع البرامج ومِلء وإشغال الشاشة بما يدعم الفنّ المُقاوِم ويُعَرّي الاحتلال.
العودة إلى الصفحة الرئيسية