أخضر يدعو الى توقيع وثيقة قانونية لتجريم التطبيع في الإعلام ويشدد على حماية المسجد الأقصى

مع انطلاق فعاليات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، نظّمت قناة "تلفزة" التونسية، ندوة دولية تحت عنوان "موقع فلسطين في الاعلام العربي"، بمشاركة من الاتحاد العام للشغل ونقابة الصحافة. الندوة التي أقيمت في تونس، حضرها نخبةٌ من الإعلاميين والناشطين.

 

وهنا نص الكلمة الكاملة التي ألقاها وكيل الأمين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الإسلامية- الشيخ ناصر أخضر:

أتكلم بإسم أمين عام الاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الإسلامية السيد علي كريميان الذي كلفني وشرفني بإلقاء كلمته في هذه الندوة مستهلا بأن أوجه التحية الى الصحافة والإعلام في فلسطين والى شهداء الصحافة في فلسطين على تضحياتهم الجسيمة التي قدموها على مدار هذه القضية.

الدخول في موضوع الندوة يتطلب الإقرار بخلاصة أن الإحتلال الإسرائيلي لم يستطع رغم مرور أكثر من سبعين عاماً حتى الان، من أن يثبت روايته التي تبرر له جرائمه التي إرتكبها على مدى التاريخ، فهو لم ينجح في روايته، والآن هم يتحدثون أن الرواية الفلسطينية هي الرواية التي تسود العالم حالياً، وأن المبرر لإقامة هذا الكيان قد فقد كل ما يسمى بمشروعيته بعد أن تبين أن هناك أرض وشعب، وإستطاع الإعلاميون الذين واكبوا القضية الفلسطينية من أن يرسموا حدود هذه الرواية، وهي الرواية الناجحة ويمكن القول أن هذه القضية ستكون إحدى أهم الجبهات التي ستنتصر عليها القضية الفلسطينية في العالم والحروب الأخيرة التي حصلت خير دليل على ذلك. لذلك هذا الأمر يستوجب الشكر لجميع الاعلاميين كما يجب أن نوجه الشكر للصحافة والاعلام في تونس على هذه الروح المقاومة التي يتسم بها هذا المجتمع وهذه الصحافة والتي تحتضن المسلّمات المرتبطة بالقضية الفلسطينية.

نحن كإتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية نؤكد أننا من خلال أعضاء الاتحاد الذين يربو عددهم عن 237 مؤسسة إعلامية تلفزيونية وإذاعية وإنتاجية وخبرية ومنتشرين في أكثر من 35 بلدا في العالم ويتكلمون عشرة لغات وهو قوام الجمعية العامة للاتحاد، كلهم مجمعون على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى بالنسبة إليهم، ولعل مبرر نشوء هذا الاتحاد كان هو هذا الدعم الهائل للقضية الفلسطينية ومقاومة الإحتلال بشتى الطرق والوسائل. والاتحاد قدم مجموعة كبيرة من الخدمات والأفلام والمحتوى والبرامج والتغطيات الإخبارية التي تواكب عمل المقاومة الفلسطينية والمقاومة في المنطقة العربية وكذلك عموم القضية الفلسطينية.

لا شك أن الإعلام الفلسطيني أو القضية الفلسطينية في الإعلام العربي والعالمي امامهم تحديات كثيرة، أولى هذه التحديات ما يتعلق برواية الحدث، علينا أن نكون سريعين في رواية الحدث لان المعركة الان تدور حول الرواية، حتى إذا انتم تلاحظون ان الإسرائيليين قبل أن يبدأوا أي عملية عسكرية أو أي معركة يتجهون مباشرة الى ذكر الرواية التي تؤكد انتصاراتهم، فنحن أمام تحدٍ كبير له علاقة بمعركة الرواية.

ثانيا: محاربة المحتوى الفلسطيني وهو تحد مهم جدا لأن شركات التواصل الاجتماعي وضعوا مع القيود الأمنية الاسرائيلية “3 ت” وهم ممنوع التمجيد، ممنوع التحريض، وممنوع التدريب في وسائل التواصل الاجتماعي، كل ما يمجد بالشهداء أو يحرض على المقاومة أو حتى تدريب الفلسطينيين على الصمود، هو ممنوع في وسائل التواصل الاجتماعي، وكان هذا نقطة إتفاق بين الإسرائيليين وشركات التواصل الاجتماعي، ونحن أمام تحدٍ كبير في هذا الموضوع.

ثالثا: نحن أمام تحدٍ في الإعلام المتابع للقضية الفلسطينية لتجاوز الخلافات السياسية والتركيز على هذه القضية وجعلها الأولوية مهما كان اختلاف وجهات النظر، يجب أن نبقى متسالمين على أن القضية الفلسطينية هي الأولوية الكبرى.

التحدي الرابع هو التصنيف الإرهابي والحذف والشطب والإلغاء وحتى القصف والقتل، ما حصل من تدمير للمؤسسات، مكاتب القنوات في غزة وأماكن اخرى من فلسطين او حتى في لبنان وسوريا وغيرها، كله يؤكد أننا نحن أمام عدو لا يستهان به من ناحية إقدامه بجرأة على القتل والإغتيال للصحافيين ومستوى الصحافة.

نحن أمام معركة وعي كبيرة فيما يتعلق بالفضاء المجازي، الأن الذي يسيطر على الفضاء المجازي في العالم يحذف المحتوى الفلسطيني من ذاكرة الانترنت القريبة والبعيدة وحتى العميقة، ويمكن إجراء التجارب على هذ الموضوع، فأي أعمال قامت بها المقاومة تحذف من الانترنت خلال أشهر معينة ومحركات البحث لا تصل الى المحتوى أبدا، فهناك تحد كبير في هذا الأمر.

هناك تحدٍ أخر، مع الاسف ان الإعلام العربي والإسلامي عموما يخاطب جبهة التحصين الداخلية للمجتمعات ولكنه لا يخاطب الآخر لأنه لا يملك منصات للمخاطبة، وأيضا لا يملك المخاطبة لنفس المجتمع الصهيوني والإسرائيلي الذي نحن نحتاج الى مخاطبته على الاقل في مجال الحرب النفسية وليس لدينا أي منصة في هذا الإتجاه.

هناك مسؤولية تاريخية يجب أن نحفظها وتحدٍ كبير جدا هو محاولة الإسرائيلي الإفلات من العقاب، يجب أن لا نصل الى مرحلة أن الإسرائيلي الذي ارتكبت كل هذه الجرائم، الإعلام أولى بمحاسبته على ما فعله، يجب أن لا يلوذ او يهرب وكأن شيئا لم يكن من خلال جرائمه التي إرتكبها.

التحدي الأخير هو تحد أساسي مرتبط بنقاط ضعفنا ونقاط قوتنا على مستوى المؤسسات الاعلامية في العالم العربي والإسلامي وهذا يحتاج الى إعادة نظر وتحديد نقاط القوة والضعف وتهديدات الفرص وبالتالي سد هذه الثغرات ليكون أداء المؤسسات الاعلامية أداء احترافيا عالياً.

ذكرت هذه التحديات حتى نكون على مستوى من المسؤولية فيما يتعلق بإستكمال الجهد المطلوب على مستوى مواكبة القضية الفلسطينية.

من هنا، من تونس لدينا بعض الاقتراحات يمكن ان نقترحها. أولا ندعو الى توقيع وثيقة إعلامية ميثاقية وقانونية من تونس تحديدا لتجريم عملية التطبيع في الإعلام. نحن نحتاج الى هذه الوثيقة لتكون معيارية لكل الإعلاميين في العالم المناصرين للقضية الفلسطينية، ونستطيع أن نبذل جهداً مشتركاً في هذا الامر.

نقترح الإستعداد لتسجيل لحظة الإنتصار القادمة، هذا العدو الصهيوني الى زوال حتما، لا قلق على القضية الفلسطينية ولا على إعلام القضية الفلسطينية، إعلام القضية الفلسطينية رابح رابح، منتصر منتصر، ليس هناك مجال للشك في هذا الموضوع، وعلينا أن نقترب أكثر من لحظة الإنتصار، هذه اللحظة سوف تأتي، وقد بدأنا نشعر بمؤشراتها، فعلينا مواكبة لحظة الإنتصار لكي لا يفلت هذا العدو من مسؤوليته التاريخية ومحاسبته على جرائمه التي ارتكبها وكيفية تسجيل وتدوين وتوثيق هذه الانتصار الكبير الذي سيكون على هذا العدو الغاشم.

نحتاج الى تشكيلات تسهم في حماية الإعلاميين والصحافيين في فلسطين، حجم وسلسلة الجرائم التي ترتكب بحق الإعلاميين والصحافيين كبيرة جدا، كيف يمكن أن نحمي ونشكل اطر لهذه الحماية وندعم ونقوي عائلات الإعلاميين والصحافيين الفلسطينيين، وحتى المؤسسات التي تدمر، الأن واقع المؤسسات الاعلامية الفلسطينية في فلسطين والضفة والقطاع واقع مؤلم من حيث الإمكانيات والقدرات، هم يقاتلون باللحم الحي، ماذا نفعل لهم، ماذا قدمنا لهم حتى يستمروا بشكل عام بالمواجهة؟ نحن ندعو الى إدارة تكاملية للمؤسسات الاعلامية في إطار نبذ الخلافات والتركيز على القضية الفلسطينية، فمن دون تكامل أدوار وتقاسم أدوار حقيقي لا يمكن لنا أن ننجز استراتيجية كاملة. يوجد استراتيجية للمواجهة مع العدو الإسرائيلي، يوجد استراتيجية، لا نحتاج الى هذه الاستراتيجية، وكل من لهم مشروع سياسي في المنطقة يمتلك إستراتيجية إعلامية للمواجهة ونحن كإتحاد نملك هذه الاستراتيجية ونطبقها في مؤسساتنا الإعلامية.

ختامًا، وبناء للتحديات القادمة في المستقبل ندعو الى الإنتباه الى حماية المسجد الأقصى، ومتابعة التطورات والتهديدات المحيطة بوجوده، الأن يتمركز الصراع العربي- الإسلامي – الصهيوني على موضوع الأقصى، وسيكون مؤشر التفجير القادم يرتبط بالمسجد الأقصى وهو واحد من أكبر مقدسات المسلمين، هذا يستدعي منا التركيز أكثر على المسجد الأقصى وحمايته وحماية المقدسيين ومواكبة كل تحرك لحماية المسجد الأقصى وأن يكون له أولوية في مؤسساتنا الإعلامية.

 

 

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

رزنامة الإتحاد

جميع الحقوق محفوظة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية