الشائعات.. سلاح أم أداة إعلامية

"الانتصار في المعارك ليس هو النجاح التام... النجاح التام هو أن تكسر مقاومة العدو بدون قتال" تلك مقولة صن تزو. ولعل هذه المقولة هي أحد تعريفات حروب الجيل الرابع، أي كسر مقاومة الدول من خلال إفشال الدولة وزعزعة استقرارها من خلال الشائعات.

ما هي الشائعة؟

يمكن تعريف الشائعة بأنها "صيغة منظمة لنشر أخبار ومعلومات يراد منها الحصول على نتائج تتناسب مع الأهداف المرسومة لها". ورغم وجود فن صناعة الشائعة منذ سنوات طويلة، فإنها ازدادت انتشاراً، في ظل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، وسهولة تداول المعلومات عبر شبكة الأنترنت.

أن الشائعة هي الترويج لخبر مختلق ومختلف لا أساس له في الواقع، أو تعمد المبالغة، أو التهويل أو التشويه في سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة أو إضافة معلومة كاذبة لخبر معظمه صحيح أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للحقيقة بهدف التأثير النفسي في الرأي العام المحلي أو الإقليمي أو العالمي، تحقيقاً لأهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية على نطاق دولة واحدة أو عدة دول بعينها أو على النطاق العالمي بأسره.

الفارق بين الشائعة والدعاية السياسية

يجب الانتباه فهناك فرق بين الشائعة والدعاية. فالشائعة تشبه الخبر، والفرق بينهما أن الخبر له عدة محطات معيارية لتوثيق صحته مثل (الصدق، ودقة الخبر الموضوعية)، وفي حال غابت تلك المعايير، فيصبح الخبر في حكم الشائعة. أما الدعاية، فقد عرّفها ليونارد دوب بأنها محاولة منتظمة للسيطرة على اتجاهات جماعات الأفراد، من خلال استخدام الإيحاء، والهدف منها قيادة الأفراد والجماعات لاعتناق فكرة ما، أو القيام بعمل ما. وقد تختلف الشائعة عن الدعاية من حيث التكوين، لكنهما تتشابهان في التطبيق والغرض.

الشائعة والدعاية، كلتاهما لا تعتمد على المنطق أو الإقناع العقلي للتأثير في سلوك الآخرين. الغاية النهائية لهما هي غاية عاطفية، بالرغم من محاولتهما التخفي بثوب العقل. فالشائعات تحاول، استعمال جميع العواطف الإنسانية كالخوف واحترام الذات والتفاخر، والطموح، وحب العائلة، وحب المال، شرط أن تكون عملية التمهيد السابقة (التمهيد النفسي والسلوكي) قد تمت بنجاح ليصبح المجتمع مهيأ للإيحاء الوجداني والانفعالي، وقابلية سرعة التصديق.

أنواع الشائعة

الشائعة ظاهرة سيكولوجية لها دلالة ولها معنى ولها دوافع خاصة دفعت إلى ظهورها وسبب شرعة انتشارها بين الناس، ويمكن تقسيم الشائعات إلى ثلاثة أنواع:

أولاً: شائعات الأحلام أو الأماني:
وهي تنتشر بين الناس لأن لهم حاجات ورغبات وآمال فيها وهي عبارة عن تنفيس لهذه الحاجات والآمال والرغبات.
ثانياً: شائعات الخوف:
وهي تنتشر في وقت خوف الناس. فالإنسان في حالة الخوف والقلق مستعد لأن يتوهم أموراً كثيرة لا أساس لها من الصحة، وهو مستعد لأن يفسر الحوادث العادية تفسيرات خاطئة يمليها عليه الخوف والوهم. كذلك فهو مستعد لأن يصدق كل ما يقال وله مساس بموضوع خوفه وقلقه. وتنتشر هذه الشائعات في وقت الأزمات والحروب.
ثالثاً: شائعات الكراهية:
وهي تصدر لتعبّر عن شعور الكراهية والبغض ودوافع العدوان التي تجيش بها نفوس بعض الناس. وينتشر هذا النوع بين الأحزاب المتصارعة دائماً. وللشائعة وظائف وأشكال الشائعة متعددة سنحاول الإضاءة عليها في مقال آخر.

 

 

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

رزنامة الإتحاد

جميع الحقوق محفوظة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية