يدين اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بأشد العبارات الجريمة التي ارتكبتها قوّات الإحتلال الإسرائيلي، عبر استهدافها المباشر لفريق العمل الإعلامي التابع لقناة الجزيرة، في الغارة العدوانية التي نفّذتها ليل أمس على خيمة إعلامية نُصبت أمام البوابة الرئيسية لمستشفى الشفاء في مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد كل من الصحفيين: أنس الشريف، محمد قريقة، إبراهيم زاهر، معن عليوة، ومحمد نوفل.
إنّ جريمة الحرب هذه، التي طالت صحفيين كانوا داخل خيمة مخصّصة للعمل الإعلامي، تؤكّد مجدّدًا أنّ الكيان الإسرائيلي لا يفرّق في اعتداءاته بين مدني وعسكري، ولا يقيم أيّ وزنٍ للقوانين الدولية، وليس لديه أي خطوط حمراء، بل يستبيح كلّ الحرمات دون رادع، بما في ذلك استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، في انتهاك صارخ للأعراف والمواثيق الدولية.
ويُذكّر الاتحاد بأنّ القانون الدولي الإنساني، ولا سيما المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأوّل لاتفاقيات جنيف، ينصّ بوضوح على حماية الصحفيين، واعتبارهم أشخاصًا مدنيين يجب احترامهم وعدم التعرض لهم، ويؤكّد على ضرورة تأمين بيئة آمنة لعملهم ومحاسبة المعتدين عليهم.
وإذ يتقدّم اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بأحرّ التعازي والمواساة إلى أسر الشهداء الخمسة، وإلى إدارة وطاقم قناة الجزيرة الفضائية، فإنه يؤكّد وقوفه إلى جانبهم في هذه المحنة، ودعمه الكامل لحقهم في متابعة رسالتهم الإعلامية الحرة رغم كل التحديات والإعتداءات.
إنّ استهداف فريق قناة الجزيرة وهم في خيمة إعلامية ليس حادثًا عرضيًا أو هامشيًا، بل هو حلقة جديدة في سلسلةٍ ممنهجة لإخفاء الحقيقة، وإسكات الصوت الحر، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية للتحرّك العاجل عبر المنظمات الدوليّة والحقوقيّة، لوقف هذه الانتهاكات المتكرّرة، وإلزام الإحتلال باحترام المواثيق الدوليّة، والكفّ عن استهداف الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية.
وتفضلوا قبول فائق الإحترام والتقدير
الأمين العام
علي كريميان
العودة إلى الصفحة الرئيسية