الشيخ أخضر: معظم العواصم العربية تحتاج إعلام العراق الذي عليه أن يكون إعلاماً راقياً متقدماً

     رحّب وكيل الأمين العام لإتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية الشيخ ناصر أخضر بالحاضرين، في مهرجان الغدير الدولي للإعلام بنسخة الثالثة عشر في العراق قائلا: “أيها الحفل الكريم أرحب بكم جميعا في هذا المهرجان العامر بالخير والمحبة والفلاح، والشكر الجزيل لحضور السادة الكرام وأيضا لإدارة مهرجان الغدير على هذا التنظيم وعلى هذا الحشد الإعلامي الكبير الذي جمعت فيه من معظم الأقطار العربية إعلاميين مناضلين يواجهون بالكاميرا والكلمة والحديد والنار كل المخططات والمؤامرات”.

وفي كلمة له خلال إفتتاح فعاليات مهرجان الغدير الدولي للإعلام بنسخة الثالثة عشر على ارض معرض بغداد الدولي، أمس الاربعاء، أضاف الشيخ أخضر: “لقد رأيناهم من فلسطين، من تونس، من العراق، وأيضا من سوريا ومن لبنان، ومن اليمن ومن بقية البلدان العربية، فتحية لكم جميعا أيها العراقيون الحاضنون لإخوانكم الإعلاميين العرب من كل هذه البلدان العربية”.

وتابع: “التحية أيضا للاعلاميين العراقيين وأخص منهم الشهداء الأبرار الذين قضوا على درب الحرية والكلمة والصورة الصادقة، الذين قدموا أرواحهم وتضحياتهم وهم يقاتلون هذا الإرهاب على أرض الرافدين، أرض الشريعة والأنبياء وأرض الحسين عليه السلام، كما وأقدم لكم في هذه المناسبة التحية والتهنئة بعيد الغدير الأغر”.

وحيا الشيخ أخضر الاعلام العراقي قائلاً: “تحية أيضاً للإعلام العراقي الذي يقف وحيداً مناضلاً وهو يحاول الوقوف على قدميه ثابتاً ليقدم رسالته إلى العالم أجمع، هذا الإعلام العراقي الذي يُثبت يوماً بعد يوم ريادته وطليعته وقدرته على أن يكون إعلاما رائداً في المنطقة العربية والإسلامية، إذ أن تقوم قناة كقناة الغدير بتنظيم هذا المهرجان بإمكانياتها وقدراتها على مدى 13 عاما فهذا ليس بالأمر البسيط، وقبل مدة قصيرة أن تقوم قناة ناشئة باسم قناة “شهاب” أيضا بتنظيم مهرجان للطفل العراقي المنسي وللفئات العراقية المنسية، فليس بالأمر الهين، إنما يدل على أن هذه المؤسسات الإعلامية العراقية تسهم وبشكل أساسي في البناء السياسي والحضاري للمجتمع العراقي، وهذا ما يجب أن يكون محل تقدير من جميع المسؤولين السياسيين والإعلاميين والثقافيين في العراق وفي غيره، وإن كان يدل على شيء فهو يدل على حِسّ المسؤولية العالي الذي يتمتع به العراق في الجهد الإعلامي”.

وأكمل وكيل الامين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية قائلا: “إن الذي يقرأ المشهد الإعلامي من العراق يرى أن العراق يضج بالإعلام وأن فيه رسائل إعلامية كثيرة، وأن الفضاء الإعلامي العراقي يملأ فضاءات المنطقة في المناخ الإعلامي، وهذا ما يستوجب من الإعلاميين والسياسيين والمشرعين والحكوميين وغيرهم من المسؤولين في العراق، أن يهتموا في هذا القطاع الإعلامي الرائد والاستثنائي لأنه مهيأ للعب دور إستراتيجي في المنطقة، ليس في قضايا التحرير فحسب، بل في قضايا بناء الإنسان وتطوره على مدى التاريخ والمستقبل الحاضر”.

وتابع: “إن في العراق مؤسسات إعلامية كبرى، هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، شبكة الإعلام العراقي، إتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإعلامية العراقية وأيضا نقابة الصحفيين العراقيين، انها مؤسسات إعلامية عراقية تقاتل وحيدة في الميدان الإعلامي العراقي، وكل ما تحتاجه هذه المؤسسات هو مزيد من الدعم والتطوير ووضع رؤية إستراتيجية تخطيطية لكيفية أن يكون العراق بلد الإعلام في المنطقة العربية والإسلامية، هذا البلد بإمكانياته وقدراته مهيأ لكي يلعب هذا الدور الطليعي، إنما يحتاج إلى جهة مرجعية تخطط لتقاسم الأدوار وتخطط لكيفية الخطاب للشعب”.

وإستطرد الشيخ اخضر قائلا: “صحيح أن أغلب الإعلام في العراق إعلام سياسي – حزبي بنسبة كبيرة، ولكن أن يكون هذا الإعلام إعلاما حزبيا لا يعني أن يترك مخاطبينه من الشعب العراقي وأن يذهب إلى أن يكون فقط إعلاما حزبيا يعبر عن حزبه”.

وأكمل: “إن الأحزاب لها أفكار وتطلعات مدنية وحضارية واجتماعية وتستطيع أن تتفق فيما بينها جميعا على تطوير هذه البنية الشعبية والمساهمة في بنية المجتمع العراقي”.

وتابع: “في ختام هذه الكلمة والمشاركة البسيطة، إننا في اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية وبإسم أمينه العام الشيخ علي كريميان الذي شرفني بإلقاء كلمة الاتحاد في هذا المحفل الكريم، نؤكد على ضرورة التعاون بين المؤسسات الإعلامية وعلى تضافر الجهود، وعلى إكبار وإجلال شهداء الإعلام. ونؤكد أيضا على أن الحرية صُنع الإعلام وأن في العراق الكثير من الحرية في المجال الإعلامي، ولكن الأمر يحتاج إلى مجموعة من القوانين والضوابط التي تسمح بالتقليل من عمليات التضليل والتزوير والاستفادة السلبية من هذا الإعلام، لذلك بإسم إتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، ندعو جميع هذه المؤسسات إلى مزيد من التعاون معنا ومع غيرنا من المنظمات الدولية والإقليمية التي يمكنها أن تسهم في تطوير هذا الإعلام وتقدمه نحو آفاق جديدة”.

وختم كلمته بتوجيه التحية الى الإعلاميين العراقيين قائلا: “أحيي الاعلاميين العراقيين الذين لمسنا منهم وعرفنا عنهم حبهم للتطور وإقدامهم وشجاعتهم وإيمانهم العميق بالرسالة الإعلامية الصادقة وقدراتهم الاستثنائية، وندعو جميع المؤسسات الإعلامية إلى الاستثمار الحقيقي والجَدي في الإنسان العراقي الذي يؤهله أن يصنع أمجاد وانتصارات في المجال الإعلامي، كما فعلها في مقاومة الإرهاب وفي مقاومة الاحتلال وانتصر في تلك المعركة، وهو قادر أيضا على أن يبني إعلاما عراقياً مجيدا قادراً على أن يكون على مستوى المنطقة، فالمنطقة بأسرها تحتاج إلى هذا الإعلام العراقي الكبير. من أسوار فلسطين، إلى دمشق، الى بيروت، إلى صنعاء، إلى القاهرة، كل هذه العواصم ومعظم العواصم العربية تحتاج إعلام العراق الذي عليه أن يكون إعلاما راقيا متقدما كما هو، ونهنئكم جميعا على المستوى الذي وصلتم إليه ودعاؤنا لكم بالتوفيق والنجاح الدائم”.

 

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

رزنامة الإتحاد

جميع الحقوق محفوظة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية